سلام .. يا صاحبي

.. وفي باكورة الصبح النديّ
وسويعاته الأول
ومع امتداد خيوط الشمس
سمعت صهيلا ًمن بعيد
قد ملأ المكان
وصوت زعيقٍ يخالطه
حشرجة و أنين
نحوي آت
فملت بوجهي كله
ناح الجنوب تارة
ومثلها صوب الشمال
تجاه الصوت أرقبه
انتظر الحصان ..
يمّمت بناظري على عجل سراعا إلى عل صوب السحاب حينا
و نحو الغمام حينْ
لعلّ من هنالك يأتيان
فأجاءني حصان أبلج فجاءة
من غير ناح
بتؤدة يمشي تجاهي بطيئاً وأناة
وقد أعياه السفر
تعفّر بالتراب
وعلى ظهره فارساً مسربلاً
بالوجيع والآه
وشيّا من قذىً ينثال ..
ودماء تسيل
وقد تدلّى الشكال من عنق الجواد
على الأرض يسبقه …
ويبكيه
مح مود
محمود مااات ..
فأمسكته على عجلٍ
وقلت له وأنا حيران
مشدوه ومشدود توقّف
على رِسْلك
جسد من هذا بربّك ..
وقد تجعلك
يا حصان
وقد أمال بوجهه ناح الوطن المسافر والغريب
وعلى يده الدفيئة
بقايا حبرٍ
مغمّس بحمرة دم
كالمسك أريجها
وكشقائق النعمان خجلى
خالطه عرق تفصّد من يده
وبضع حروف أدماها الفؤاد
على مزعة ورقٍ من عريش الدار
ما زال يمسكها
قلت بربك
من هذا ..
من هذا يا حصان
نظرته
وحدجته
ورمقته ..
ولمسته
فإذا هو ..
محمود
محمود صاحبي
ترجّل ..
وانحنى ..
لا أدري
إن توضأ الصبح محمود
وصلى
إخاله لم يسمع
أذان الصبح حتى
ولا تراتيله
ولا الإبتهال
ولم يسمع وقتها وساعتها
على الفلاح حي
كذا وعلى الصلاة ..
محمود
محمود ماااات …
رحل محمود
وظلّت ورقة العريش غضّة
لم تَذْوِ
وبقي الصوت والشّكال
وظل الوطن
ينتظر الحصااان
أبو آمن